السيو الداخلي – ماهيته و أمثلة حية لطريقة استخدامه

من المحتمل أنك سمعت عن السيو الداخلي لأنّ الكلّ يتحدّث عنه في الفترة الأخيرة. لكن ما المقصود به؟ هل يجب أن تهتمّ به حقاً؟ هو هو فعّال؟ إذا كان الجواب نعم، فلماذا؟ …. هناك العديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها. في هذا الموضوع سنتطرّق لأفضل استراتيجيات بناء الروابط الداخلية بين المواضيع.

ما المقصود بالروابط الداخلية؟ و ما الفرق بينها و بين الروابط الخارجية؟

الروابط الداخلية هي روابط تؤدّي من صفحة ويب إلى صفحة أخرى موجودة على نفس الدومين. تعدّ الروابط الموجودة في القائمة الرئيسية مثالاً حيّاً عن الروابط الداخلية، لكننا هنا نخصّ بالذكر الروابط التي تكون في محتوى المقالات و الصفحات.

الروابط الخارجية (الباك لينكس أو الروابط الخلفيّة) هي تلك الروابط التي تؤدّي من صفحات ويب خارجيّة إلى صفحات موقعك الإلكتروني. تعدّ مهمّة جدّاً من حيث رفع مستوى ثقة محركات البحث في موقعك. هذا النوع من الروابط لا يمكنك التحكّم فيه، لأنّه ببساطة ليس على موقعك، على عكس الروابط الداخلية التي يمكنك إنشاؤها في دقائق معدودة!

ملحوظة: تشير الروابط الخارجية أيضاً إلى الروابط التي تؤدّي من موقعك إلى مواقع أخرى، لكنها ليست بذات الأهمية.

لمزيد من التفاصيل حول الباك لينكس، ندعوك للإطلاع على دليل بناء الروابط الخارجية بشكل استراتيجي.

أساسيات السيو الداخلي

لكي تكون استراتيجيّة الربط الداخليّة جيّدة و فعّالة، يجب عليك في البداية فهم أساسياتها. عندما تريد الربط بين صفحة و أخرى في موقعك، يجب أن تأخذ هذه الأشياء بعين الاعتبار، و ذلك للحصول على أفضل النتائج و تجنب العقوبات.

هيكل موقع الويب

يعدّ هيكل موقع الويب الخاص بك أمراً مهمّاً لنجاحه في محركات البحث، إذ أنّه يرتبط بالروابط الداخلية. ذلك أنّ محركات البحث تستخدم هذه الأخيرة في الزّحف بموقعك على الويب.

عند إنشاء موقع جديد، يمكن تقديم طلب لمحركات البحث من أجل الزّحف إليه و أرشفته. تقوم عناكب البحث أولاً بالوصول إلى الصفحة الرئيسيًة و أرشفتها، يتمّ أيضاً تحليل الصفحة و البحث عن أي روابط داخلية. في حالة وجود رابط داخلي، تزحف إليه عناكب البحث و تقوم بتحليل محتوى الصفحة من أجل أرشفتها. تتكرر العمليّة إلى أن تتمّ عمليّة الأرشفة الكاملة للموقع.

بالنسبة لمواقع المعلومات، فإنّ بنية الروابط تكون بسيطة للغاية، رابط الموضوع عادة ما يكون مباشرة بعد جذر الدومين. بالنسبة للمدوّنات و مواقع الأخبار، تحتوي إضافةً إلى ذلك على تصنيف هرمي للفئات، و الذي تختلف أهميّته حسب المواقع. يحدث الترابط عادةً فقط بين المقالات و عدد قليل من الصفحات.
بعد ذلك، لدينا المواقع الهرمية مثل المتاجر الإلكترونية، مواقع الخدمات و مواقع الشركات. في هذا النوع من المواقع، وجب التفريق بين الفئات الأقلّ أهمية عن تلك التي لها أهميّة عليا، فهذا الأمر سيساعد عناكب البحث على معرفة أكثر الصفحات أهميّة.

دعونا نأخذ مثالاً من مدونة أراهوستر، نوضّح به ماهية هيكلة موقع الويب،

الخيار الأول:

blog.arahoster.com/ar/Marketing
blog.arahoster.com/ar/SEO
blog.arahoster.com/ar/Google-Ads
blog.arahoster.com/ar/CMS
blog.arahoster.com/ar/Blogger
blog.arahoster.com/ar/WordPress

نظريّاً، يمكنني أيضاً مزج جميع الفئات و استخدام تصنيف واحد كـ blog.arahoster.com/ar/Tech/، لكن هذا سيكون بمثابة فوضى! أليس كذلك؟

الخيار الثاني:

blog.arahoster.com/ar/Marketing
blog.arahoster.com/ar/Marketing/SEO
blog.arahoster.com/ar/Marketing/Google-Ads
blog.arahoster.com/ar/CMS
blog.arahoster.com/ar/CMS/Blogger
blog.arahoster.com/ar/CMS/WordPress

ما الخيار الذي تعتقد أنه سيكون أجمل، للبشر و محركات البحث على حدّ سواء؟

آمل أن تكون قد اخترت الخيار الثاني، لأنّه بالتأكيد الخيار الأفضل.

عند اتّباع هذه الخطوة و بناء هيكل هرمي لموقعك، إياك أن تقع في الخطأ الشائع الذي يقع فيه أغلب مالكي المواقع، حيث ينسون الربط مجدداً بين الصفحات (المقالات، الصفحات الثابتة، الفئات الفرعية …) و بين صفحات الفئات الرئيسيّة و صفحة الموقع الرئيسيّة.

عندما ننشئ موقع ويب جديد، فإننا نبني الهرم من الأعلى للأسفل، و ننسى أنّ الصفحات العليا هي في الحقيقة الصفحات المهمّة. حتى الآن، نكون قد ربطنا بين “الآباء” و “الأطفال”، و من أجل الإشارة إلى أنّ الفئات الرئيسيّة هي الأساسيّة، يجب أن نشير إليها مرّة أخرى.

هنا تتجلّى أهميّة إسناد صفحات الويب، دعني أريك مثالا عن ذلك:

باستخدام لخاصية إسناد الصفحات، يمكنك الربط بسهولة بين صفحات الفئات الفرعية و صفحات الفئات الرئيسية المهمة، و المحسنة للكلمات ذات البحث العالي.

نصيحة سريعة: يمكنك أيضا إنشاء خريطة للموقع (sitemap) تطابق هيكلة صفحاته، و وضعها في فوتر الموقع لتسهيل الأمر على عناكب جوجل للوصول لمختلف صفحات موقعك دفعة واحدة.

محتوى Boilerplate مقابل المحتوى الفريد

محتوى Boilerplate هو المحتوى المتكرر في صفحات متعددة من موقعك على الويب. عادةً ما ينقسم إلى ثلاث فئات: الهيدر، الفوتر و القائمة الجانبيّة.

كما هو الشأن في موقعنا، فإنّ الهيدر غالباً ما يحتوي على قائمة رئيسيّة تحوي روابط تؤدّي لأهمّ الفئات الموجودة بالمدونة.

بالنسبة لحال الفوتر في موقعنا، فإنّه يحتوي على رابط الصفحة الرئيسية للتأكيد على أهميتها، و على بعض الروابط ذات صلة (صفحة أراهوستر و صفحة التسجيل)، إضافةً إلى روابط مواقع التواصل الاجتماعي (التي تعتبر روابط خارجية).
في حالة مواقع الويب الكبيرة، يمكن أن تكون الروابط الموجودة في الفوتر خطيرة. فلا تضع كل فئات موقعك هناك، بل ضع أهمّها فقط. أمّا في حالة كنت مصر على إضافتها كاملة، فحاول توزيعها على صفحات متعددة.

أما بالنسبة للسايدبار (القائمة الجانبيّة)، فهي عنصر مهمّ أيضاً، يمكن أن تضع فيها روابط لآخر المقالات المنشورة (من أجل إعطائها دفعة أوليّة من مختلف صفحات الموقع)، روابط لآخر التعليقات المنشورة، و أيضاً و الأهم روابط للمحتوى الأكثر مشاهدة أو المحتوى الأهمّ.

محتوى Boilerplate يجب أن يحتوي على روابط لأهمّ أجزاء موقع الويب الخاص بك، تلك التي سيجدها المستخدمون مفيدة جدّاً لهم، خاصّة للتنقّل بين مختلف صفحات الموقع.

المحتوى الفريد

هو المحتوى الفعليّ للصفحة، و الذي يوجد بين الهيدر و الفوتر و السايدبار. في بعض الأحيان، يقوم مشرفوا المواقع بتكرار المحتوى في عدّة صفحات على الموقع. لكن Google لا توصي بذلك، إذ أنّ المحتوى المكرر قد يؤثّر سلباً على موقعك، خصوصاً بالشقّ المتعلّق بترتيبه على محركات البحث!

للمحتوى الفريد قيمة عالية، إذ يمكن استخدامه لإنشاء روابط داخلية أو خارجيّة مع صفحات أخرى. يبقى فقط أن تجعله ملائماً أكثر للمستخدم مقارنةً بمحرّك البحث.

أداء الصفحة الداخلية

الروابط الداخلية تعمل بطريقة مماثلة للروابط الخارجية، فكلّما زاد عدد الروابط التي تشير إلى إحدى صفحات موقعك، كلما ارتفع أداء هذه الأخيرة. مثلاً، إذا كانت إحدى صفحات موقعك تشير لها 10 صفحات، و صفحة أخري تشير لها فقط 5 صفحات، فبالطبع الصفحة الأولى ستكون في ترتيب أفضل من ترتيب الصفحة الثانية.

الروابط الخلفيّة من مواقع الويب الأخرى هي أيضاً مفيدة، فمثلاً إن كان لأحد صفحاتك 5 باك لينكس من مواقع أخرى، و صفحة ثانية من موقعك لها صفر باك لينكس، يمكنك ببساطة إنشاء رابط داخلي مؤدّي من الصفحة الأولى نحو الثانية لكي تستفيد هذه الأخيرة بدورها من الباك لينكس، هذا السيو الداخلي في أجمل حالاته.

من الواضح أنّ كلّ منّا يودّ الحصول على الباك لينكس أكثر من الاهتمام بالسيو الداخلي، فهذه هي الطبيعة البشرية. أقول لك، ابدأ بما يمكنك التحكّم فيه، و قم ببناء طريقك.

مزيج من الروابط الخلفية و الداخلية قد يكون مفتاحا حقيقيا للنجاح !

عدد الروابط الداخلية:

مثل أي استراتيجية سيو أخرى، يمكن أن يتمّ إساءة استخدام السيو الداخلي من قبل البعض. هنا وجب التحذير من أنّ جوجل تعاقب على هذه الأمور، فتحرم موقعك من تسلّق أعلى المراتب في صفحات البحث. لذا، وجب عدم المبالغة في استخدام هذا انوع من الروابط، و أنّ يتمّ إدراجه في المقالات بشكل عقلاني، مع الحرص على أن يكون المحتوى ذا صلة بالروابط الداخلية.

وجب أن تتذكر أيضاً أنّ قيمة الصفحة يتمّ تقسيمها على عدد الروابط الموجودة بها. فمثلاً لو كانت صفحتك لها قيمة 10، و هذه الصفحة تحوي 5 روابط، فإنّ كل رابط سيحمل قيمة 2!

استخدامات و مخاطر نصوص الروابط

نصوص الروابط أو Anchor texts هي النصوص التي يراها المستخدمون عند النقر فوق أي رابط تشعّبي. إنّها العبارة التي يتمّ تمييزها عادةً باللون الأزرق، أو أي لون آخر حسب تصميم موقع الويب (في حالتنا، هي الروابط المميزة باللون الأخضر).

مثال: <a href=”https://me.arahoster.com/clientarea.php”>هذا مثال لنص الرابط</a>

كما هو الحال مع الروابط الخلفية، يجب أن تستخدم نصوص الروابط الكلمات المفتاحية، لأنّها توضّح ماهية هذا الرابط و تساعد الصفحات في الحصول على ترتيب أعلى في محركات البحث. و مع ذلك، فإنّ إساءة استخدام هذه الميزة قد تعود عليك بالعواقب أكثر من النفع.

روابط دوفولو و نوفولو

عندما تقوم بالربط بين صفحات موقعك، فإنّك غالباً ما تتأكّد من أنّ هذه الروابط هي Dofollow. في حين أنّ الوسم nofollow يشير لمحركات البحث بعدم اتّباع الرابط أو أرشفته. أشياء عليك التفكير بها عند تحديد استراتيجيّة السيو الداخلي.

هذا الأمر ينفع جداً في عمليّة تحسين البيج رانك، حيث تحدد نوفولو لبعض الروابط من أجل رفع قيمة روابط أخرى. فإذا أخذنا المثال المذكور أعلاه، و اعتبرنا أنّ القيمة الافتراضيّة للمقالة هي 10، ثمّ أضفنا الوسم نوفولو لثلاثة مواقع من أصل 5، فإن الموقعين المتبقيين سيحصلان على قيمة 5 لكلّ واحد منهما.

مع ذلك، توجد أماكن يتوجّب عليك فيها استخدام روابط nofollow الداخلية، على سبيل المثال لا الحصر نجد صفحة تسجيل الدخول.

شاهد أيضاً: القول الفصل في روابط dofollow و nofollow

لماذا يعد السيو الداخلي مهماً؟

يطلق على الصفحات التي لا تشير لها أيّ صفحة أخرى اسم “الصفحات اليتيمة”.

دعنا نقول أنّك نشرت صفحة ويب جديدة، و نسيت أن تشير لها في صفحات الويب الأخرى. إذا افترضنا أن الصفحة غير موجودة في ملف ال Sitemap الخاص بك، و ليس لديها أي روابط خلفية، فلن يعلم جوجل أنّها موجودة، ذلك أنّ عناكب البحث لن تتمكّن من العثور عليها.

إليك ما تقوله جوجل:

يجب على جوجل البحث باستمرار عن صفحات جديدة و إضافتها إلى قائمة الصفحات المعروفة. تُعرف بعض الصفحات لأن جوجل قامت بالزحف إليها من قبل. يتم اكتشاف صفحة جديدة، عندما تتبع Google رابطا من صفحة معروفة إلى صفحة جديدة.

تساعد روابط السيو الداخلي في الرّفع من البيج رانك الخاصّ بموقعك، فكلما ازداد عدد الروابط كلما ارتفع البيج رانك. لكن إيّاك و الوقوع في فخّ الكميّة، فجودة و نوعية الروابط أهم بكثير من عددها، لأنّها تلعب دوراً حيوياً في الروابط.

كيف تجد مقالات ذات صلة بسهولة؟

ركّزنا في الفقرة السابفة على ضرورة جودة الصفحات التي سيتمّ إضافتها كروابط داخلية في الصفحة الجديدة. و من أبسط الطرق للعثور على هذه الصفحات نذكر: استخدام خاصيّة البحث site: على محرّك البحث جوجل. فهذه الطريقة تسهّل عليك الوصول لجميع الصفحات ذات صلة بالعبارة المستهدفة، و التي يمكن استخدامها كروابط داخلية بموضوعك لتعزيز السيو الداخلي .

على سبيل المثال، إذا كتبت موضوعاً حول منصّة ووردبريس، فيمكنني البحث في جوجل عن: site:https://blog.arahoster.com/ar/ “منصة ووردبريس” للاطلاع على المقالات التي ذكرت فيها تلك العبارة من أجل إدراجها في موضوعي.

أفكار أخيرة حول السيو الداخلي

بناء السيو الداخلي ليس أمراً معقّداً! تحتاج ببساطة إلى بنية موقع منطقيّة و ذات تسلسل هرمي، و أن تتبع روابطك الداخلية هذا الهيكل. هذه هي الأساسيّات، يمكنك بعد ذلك – بطريقة استراتيجية – ربط الصفحات القويّة الخاصة بك، بالصفحات التي تحتاج إلى القليل من الدعم من حيث السيو.

فيما يلي، بعض الإرشادات التي يجب اتباعها عند إنشاء أي روابط داخلية:

• لا تبالغ، فلست ملزماً بإضافة مئات الروابط الداخلية لتكون خطتك فعّالة. إذ يمكن لرابط داخلي واحد أو رابطين أن يحدثا فرقاً كبيراً،
• لا تستخدم دائماً نصّ الرابط نفسه، امزج الكلمات و اجعلها متنوّعة،
• لا تربط بين الصفحات التي لا توجد صلة بينها فقط من أجل تعزيز الثقة، الأفضل حينها أن لا تربطها داخليّاً على الإطلاق
• إن كنت تشعر بأيّ شكّ حول ما يجب عليك فعله، فإليك نصيحتي: اقض ساعة أو ساعتين في تصفح موقع ويكيبيديا. استراتيجيتهم في السيو الداخلي واضحة للعيّان، و هناك الكثير مما يمكنك تعلمه منهم – حتى لو كنت تدير موقعا صغيراً فقط.

إذا كنت مهتمّ بقراءة المزيد من مقالاتنا المتعلّقة بالتسويق، قم بالاشتراك بالقائمة البريديّة ليصلك كل جديد!